کد مطلب:350958 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:133

لو کانوا یعلمون الموضوعات للزم سد باب معاشهم ومعاشرتهم
إنك علی جبر بما تقوم به السوق من الكذب والسرقة، وتقلب

النقود المغصوبة فیه بأیدی الناس، وبوجود النجاسة الواقعیة فی الناس، وبإرتكابهم للمحرمات، ولو كانوا حاضری العلم لسد علیهم باب المعاش والمعاشرة، لمخالفة الظاهر للواقع، ولوجب علیهم ردع المرتكب للمحرمات فی السر والعلن، أو إقصاؤهم عنهم، ولا نجدهم كانوا علی هذا مع الناس فی المعاش والمعاشرة. والجواب أولا: إن معاملتهم بالأمارات الظاهریة مع الناس لا یستلزم عدم علمهم بالواقع، إذ لا یجوز أن یكون تكلیفهم فی العمل علی الظاهر، وإن خالف ما علموه، لعدم إمكانهم أن یعملوا مع الناس بما علموا. وثانیا: أنهم یعملون بما یعملون، ومن الذی أعلمنا بأنهم لا یقدرون علی العمل بالواقع؟ ولم كان باب المعاش والمعاشرة یسد علیهم، وهم بتلك القدرة التی من الله تعالی علیهم؟ نعم! لم تكن



[ صفحه 92]



معاملاتهم فی الأمر بالمعروف والنهی عن المنكر مع الناس علی الواقع، لعدم قدرتهم علی تنفیذ الأحكام الإلهیة، سوی من كان یمت إلیهم بالولاء فإنهم كانوا یردعونهم عن المنكرات، وإن عملوها فی الخفاء، ومن سبر شیئا من أحوال الأئمة علیهم السلام عرف هذا الأمر... ولو كانت معاملاتهم جاریة علی الظاهر دون العلم، لاتفق لهم الخطأ والسهو، ولانكشفت لهم المخالفة لأعمالهم، مع أنه لم یتفق لهم ذلك طیلة أیامهم.